مدونة الدكتور غازي الحيدري

مدونة د. غازي الحيدري تهتم بالجانب التربوي والتعليمي وإدارة وتطوير الذات اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

اخفاء القائمة الجانبية من الرئيسية

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

اخفاء القائمة الجانبية من الموضوع

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

اخفاء القائمة الجانبية من الصفحات

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

ايقاف قص الصور

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

تغير الخطوط

Tajawal

BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

أما قبل.. ما هو مشروعك الرمضاني؟

 

لا أدري ما إذا كانت مشاعرنا متساوية أم متفاوتة إزاء الحدث العالمي بل الكوني الذي سيحل بعد أيام، والتي تزداد وتيرتها يوماً عن يوم طمعاً بلهفة اللقاء ورغبة بلذة الوصول، ولا أظن بأن فينا من لايحسّ بذلك الشعور داخله أياً كان مستواه ، وإذا افترضنا جدلاً غياب ذلك الإحساس لدى البعض؛ فإنه لاشك سيحركه مايراه ويشاهده من مظاهر وطقوس وسلوك  لدى الصغار فضلاً عن الكبار، وهم يعدون العدة بطريقتهم لاستقبال ذلك الحدث العظيم. 

..

ما هو مشروعك الرمضاني


ولن يكون حديثنا في هذه الأسطر عن المظهر بقدر ما سيكون عن الجوهر ، مادام ذلك هو الشعور الذي يتملكنا فيما تبقى من هذا الشهر وبهذا التزايد المضطرد  ، إذ  لابد أن نقف مع أنفسنا وقفات ووقفات ، وان نضع نصبَ أعيننا بأن ضيفنا لن يمكث معنا طويلاً،  وإنما سيرحل عنا بأسرع مايمكن ، خاصةً  وقد وصف رب العزة أيامه بالمعدودات، (أياماً معدودات) ولعل في ذلك إشارةً وتلميحاً إلى تكريس جهود العباد لاستغلال تلك الأيام أفضل استغلال  كما يبدو.


ولأني واحدٌ منكم أيها الأعزاء الفضلاء، ومن أولئك الذين تتملكهم تلك المشاعر الفياضة فرحاً ونشوة بقرب حلول ذلك الضيف الكريم ـ شهر رمضان المبارك ـ فإني أحببت التذكير بضرورة التهيؤ والاستعداد بالتخطيط المكتوب، وأشدد هنا على كلمة المكتوب إن أردنا الخروج منه بإنجازات تذكر . 


إذ ينبغي لكل ذي عقل ذكي وحس مرهف وقلب حي ونفس تواقة أن يضع لنفسه أهدافاً عدة  في مجالات حياته المهمة وذات الأولوية، بحيث لايطغى جانب على آخر فيختل توازنه وتتعرقل عجلة حياته.. حيث كل مجالات الحياة ينبغي أن لاتتوقف، كونها مكملة لبعضها البعض ، فالعناية بالسمو الروحي تتطلب اهتماماً بالجانب الاجتماعي وتركيزاً على الجانب العلمي دون إغفال للجانب المهني وهكذا، فكل جانب مرتبط بالجانب الآخر بالضرورة. 

ومن الأهمية بمكان أن لا ننسى بأن العبادة المتعدية قد تفوق العبادة الذاتية في كثير من الأحيان مصداقاً لقول نبينا الكريم كما ورد في معنى الحديث( لئن أخرج في حاجة أخي خير لي من أعتكف شهراً في مسجدي هذا) . 



ومادامت الفترة محصورة  ومحدودة بأيام معدودة فينبغي لكل منا أن تكون همته عالية،وجهوده مركزة، للخروج من هذا الشهر بإنجازات محسوسة ملموسة بجانب الإنجازات المعنوية بالطبع من سمو ورقي روحاني..

فرمضانُ شهر الهمة وشهر القوة وشهر النصر وشهر الصبر وشهر الأجر 

فهل ياترى سنرى انتصاراً على أنفسنا ونصرة لإخوتنا ، وهل سنرى برامج نافعة ومفيدة على المستوى الفردى او الجماعي، 

هل سنرى كتيباً مفيداً بين يديك أنجزته خلال الشهر؟ أم سنرى سلسلة مفيدة أو حلقات للكبار أو للصغار على وسائل التواصل الاجتماعي، أو مقالات يومية أو نشرات ومقاطع تشارك بها هنالك كذلك؟ 

كون وسائل التواصل الاجتماعي هي أكبر وأكثر مايشغل الصائم والقائم  ويسرق منه الأوقات والساعات كما هو معلوم. وهل سنرى مثلاً دورات لمهارات تطويرية وبرامج تنويرية ستقدمها لمن حولك سواء كانوا ابناء أم إخوة أم طلاب ، كي  تشغلهم فيها عن المسلسلات والمسابقات التافهة في شهر القربات ، أو أننا  سنرى خدمات معينة ستقدمها للعامة أو الخاصة في منطقتك، أو مشروع معين في مجالك يفيد العالم دون حدود .


صدقني ـ أيها الغالي ـ إذا ما وجدت النية الصادقة والعزيمة القوية والإرادة الفولاذية لدينا؛ فإننا لاشك سننجز الكثير وسننال الأجر الوفير وسنحظى بالفضل الكبير مقابل كل مشروع خططنا له، وأصبح متحققاً وملموساً بين أيدينا نهاية الشهر، علاوةً على الفرحة  الغامرة التي ستتملكنا ، والسعادة التي لايمكن أن توصف حينها ، فقط اعزم معي وخطط لتبدأ ـ محتسباً ـ بمشروعك الرمضاني من الآن، والله وحده المستعان وعليه التكلان.



أنتَ والنت.. استثمارٌ أم إهدار؟

 

أشكرك بدايةً ـ عزيزي القارئ ـ على توقفك أمام العنوان المطروح، ونزولك إلى هنا لمعرفة ما الذي سيتفوّه به قلمُ الكاتب في هذه الأسطر المعدودة ، وذلك إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على اهتمامك بالمعرفة وحبك للاطلاع، أو ربما لمعاناتك مثلي إزاء هذا الموضوع وهناك الكثير والكثير أمثالنا.
ومهما يكن الأمر، فتعال معي لنلجَ سوياً في صلب الموضوع، ودعني أولاً  لأذكّرك بحالنا قبل عقدين من الزمن، يوم كان الواحد منا إذا ما أراد معلومة ما، يتعب كثيراً في البحث عنها، وها هو اليوم لايواجه أدنى صعوبة في الحصول على الكم الهائل من المعلومات اللامحدودة في كل مجال من مجالات الحياة، ولم تعد هناك أي صعوبة في الحصول على أي معلومة في ظل هذه الطفرة المعلوماتية و التقدم التكنولوجي الحاصل.


لن يكون  الحديث هنا عن هذه الطفرة بطبيعة الحال وإنما عن مدى التعامل معها ومدى استغلالها ، فما أصبح متاحاً بين أيدينا اليوم لم نكن نحلم به يوماً، إذ توفر بسرعة مذهلة أشبه بالخيال، ولم نكن نتوقع مطلقاً أن يصبح العالم بأسره في يد الطفل الصغير فضلاً عن الكبير في شاشة يحركها كيف يشاء، ويطير من خلالها في أي فضاء يريد.
هنا يحق لي أن اضع بين يدي من يتابعنا الآن عدداً من التساؤلات علها تغني عن السرد وهي بمثابة تنبيهات وتلميحات تفي بالغرض المطلوب وإن لم تتم الأجابة عنها .. . 
فهل ياترى قُمنا باستغلال هذه الفرصة في تطوير أنفسنا وإفادة غيرنا، أم أننا نستهلك مافيها على حساب أوقاتنا وصحتنا ليس إلا ؟
فإذا كانت الإجابة بالإيجاب فما مستوى الاستفادة الحقيقية على مستوى اليوم والليلة في مختلف جوانب حياتنا؟
هل استطعنا من خلالها استثمار ماننفقه من أموال وأوقات لتطوير مهاراتنا وتوسيع معارفنا أم تسرق منا هذه الشبكة المال والوقت وتصطاد منا جهدنا وقوتنا لنصبح من ضحاياها عاجلاً أم آجلاً؟
هل ياترى وظّفنا هذه الشبكة للاصطياد كما يفعل البحّار أم هي شَراك ننصبه لأنفسنا ليصطادنا الغير بما يكتبون وما ينتجون فنصبح لقمة سائغة أمام أهدافهم وغاياتهم؟

أليس من الحكمة والذكاء أن يكون مانستهلكه من الجيجاوات و الميجاوات ـ إن صح التعبير ـ  يقابله المزيد من الفوائد والمهارات في ظل مسيرتنا الحياتية المهنية والتخصصية والعامة؟
ماذا لو سأل كل واحد منا نفسه.. كم تقضي من الساعات مع هذه الشبكة وكم تستهلكه من الأموال يومياً في صحبتها؟
وهل يوازي ذلك ما تجنيه مقابل ماتنفقه من ريالات وساعات؟
أليس المفترض أن تتعلم شيئا جديداً في كل ساعة تصفُّح او لحظة تطلُّع؟
أم أن فتحَك لرسائل وسائل التواصل الاجتماعي كافٍ لذلك، حيث تجد هنالك عشرات الرسائل ع الواتس ومثلها ع الفيس ومثلها ومثلها على بقية تلك الوسائط فتنهمك في فتح جميعها وتنشغل بالردود على أصحابها، حتى تجد نفسك وقد التهمتْ رسائلُهم رصيدَك الزمني والمالي والانفعالي؟!
هذا إن لم تنشغل بمتابعة  الحالات والإنجازات والمقالات والتحركات لكل من هبَّ ودبّ على درب تلك المواقع والقنوات والصفحات؟



عزيزي القارئ.. قد يكون فينا من يجاهد نفسه بكل قوة في التخفيف من الانهماك بهذه الوسائط إلا للضرورة ، أما البعض الآخر فلربما أصيب بالإدمان الشبكي ـ إن جاز تسميته كذلك، ـ وهنا ينبغي الاجتهاد قدر الإمكان والحذر من هذا المنزلق، الذي لايكاد يأبه له الكثير، فالانشغال بمتابعة الأخبار ومجريات الأحداث أياً كانت لاتنفع صاحبها كما يجب، ولاثمرة نافعة من ورائها غير إهدار الأوقات والطاقات إلا ما كان ضرورياً منها ،ولك أن تطلع ـ عزيزي القارئ ـ على كتاب وقع في يدي قبل سنوات بعنوان (الماجريات) الذي نبّه مؤلفه من هذا الأمر.

وإذا كانت مشاهدة التلفاز مثلاً تُبلّد الإحساس ولاتصنع مثقفا ـ كما هو معلوم ـ كونها تتحكم في المُشاهد لايتحكم بها، فكيف بشبكة العنكبوت اليوم التي تضاعفت فيها القنوات والفلوات والفجوات، مع أن الفارق بينهما في أن هذه الشبكة قيدُ تحكّمك ورهنُ إشارتك، وبيدك وحدك ان تصنع الفرق.
إنها لفرصةٌ سانحةٌ ونعمةٌ جليلةٌ حطّت رحالها بين أيدينا؛ فلنكن أذكياء حكماء في تفاعلنا معها، ونتخذ منها فرصةً للاستثمار في كل مجال، لا مطيةً للانحدار أو الانجرار المفضي للإهدار ومن ثم الانهيار، فبأيدينا وحدنا القرار، والله وحده المستعان، والسلام ختام .

د. غازي الحيدري

8فبراير2024م




قلائد الحمد


 ليس المدح كالحمد وإن كانت الحروف هي هي.. نوعاً ونطقاً وعدداً.. فالمدح كما هو معلوم يكون في حق المخلوق وقد يعتريه الرياء والمغالطة إذا ما تلفظ به صاحبه، 
وأما الحمد ليس كذلك، فما أن يلهج هذا المخلوق به فإنه لايريد من ورائه إلا الثناء على المنعم والامتنان بما تفضل به عليه من نعم لاتعد.. كما أن الحمد يطلق بعد حصول الفضل أما المدح فقد يكون قبل حصوله كما هو معلوم، كنا أن الحمد يكون على السراء والضراء،وليس المدح كذلك، فالحمد لله الذي لايحمد على مكروهٍ سواه. 

ولو تأملنا في كتاب الله عز وجل لوجدنا أن لفظ الحمد قد ورد كثيراً في كتاب الله الكريم، ولعل اللافت في الأمر أنه افتتحت به سور عظيمة لها سمات وصفات ربما تجعلها متميزة عن غيرها وإن كانت كل السور عظيمة ومباركة..



ولعلك أخي الكريم قد استحضرت بعضاً من هذه السور إن لم يكن الكل مع قلتها بالطبع..

 إذ أن سور القران التي افتتحت بالحمد عددها خمس سور 

موزعة بين أجزاء المصحف الشريف ولعل توزيعها وترتيبها بتلك الطريقة له سر لانعلمه، إذ نجد بأن السورة الاولى ورد ترتيبها في أول المصحف.. 

اولها فاتحة الكتاب وواجبٌ تلاوتها في اليوم سبعة عشرة مرة ، والثانية هي أحد السبع الطوال وهي سورة الأنعام وقد تميزت بأنها شيعها سبعون الف ملك، 

وأما الثالثة فقد ورد ترتيبها في وسط المصحف الشريف ويُسَنُّ تلاوتها كل جمعة ألا وهي سورة الكهف ولها من الميزات مافيها، وتضيء لصاحبها نوراً من الجمعة إلى الجمعة أو كما ورد في الحديث..

وأما الرابعة فهي سورة سبأ والخامسة سورة فاطر  فوردتا في الثلث الأخير من المصحف الشريف وتميزت سورة فاطر بتسميتها بسورة الملائكة ، ومَن كالملائكة( لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون)

ولو تأملنا في هذا اللفظ العظيم لفظ الحمد نجده لفظاً سهلا في تركيبه وصفات حروفه،، ومقابل ذلك نجد الاجر العظيم والثواب الجزيل لكل من رطب لسانه به. 

فالحمد لله تملأ الميزان، والحمد لله إقرار بالضعف والنقصان، والحمد لله شكر للواحد الديان، فيا لسعادة من صبر ع الاقدار!

، ويالفرح من رضي ببلاء المصائب والأكدار!

، وما أعظم واكرم أن ينال من بلغه مقال رب الأرباب(ابنوا لعبدي بيتاً في وسط الجنة وسموه بيت الحمد) ذلك لمن صبر إزاء فقد ولده



الحمد أخي القارئ الكريم يتطلب استشعاراً بالنعم، واستحضاراً لمعية الله عند ادلهام البلايا والنقم..

فما أحوجنا لتمثل ذلك في كل وقت وحين! ، وما أحوجنا إلى تامل معناها إذا توجهنا إلى الله في صلاتنا واستحضار أبعادها في دعائنا! فهنالك تتحقق كما يجب.

ولقد فصل العلماء في معانيها الكثير وألف الكتاب في مراميها  الوفير، وأبدع الشعراء في ابعادها العديد من التصوير الغزير.. 

وأجد في هذا المقال فرصةً لاستعراض بعض ماورد في ذلك في هذه الأبيات التي أبدعها 

الشاعر اليمني صفوان المشولي وترنم بكلماتها الشيخ المقرمي في مقدمات مواعظه واطروحاته وإليكم الأبيات فيما يلي..


لك الحمد والأنسام بالحمد كم غدت

وبشرى رياح الشكر بالشكر كم تغدو


لك الحمد والأشجان في دمع خدها

دموع ٌجــــــرى من خد دمعتها خدُّ 


لك الحمد حمـــداً يسلب الحَرَّ حَرَّهُ

ويمسي بلا بَــــــــرد ٍ هنا ذلك البَردُ



لك الحمد حمداً يُفقِدُ المُــــــرَّ مُرَّهُ

ويغدو عناء الجهــــد ليس به جهدُ


أقلُّ قليل الحمد في أنْ وهبتنــــــا

عقــولاً وماللناس عن حَملها بُـــــــدُّ


وعلمتنـا من فيــــض علمك مابــــه

عرفناك، أنت الواحدُ الفــــــــــــــردُ


ونوّرتنـــــــا من نور نورك مابـــــه

دنا منك عبدٌ حظُّـــــــهُ أنهُ عبـــــدُ


وتهتزُّ بالتسبيح روحي كأنمـــــــا 

بها قد أضاء البرقُ وانفجر الرعــدُ


على أنه لن تبلغ الحمد أحــــرفي 

فكيف بحمد ليس في حصره حدُّ


 وكيف بحمدٍ لو جمعنا بحـــــارنا

وأشجارنا في عدِّهِ يعجزُ العَـــــــدُّ


ويبدو لنا في ذكرك الحب والرضا 

أدِمْ سيدي هذا الشعورَ الذي يبدو

ويمكنك الاستمتاع بسماع القصيدة على قناتنا في اليوتيوب. 




والحمد لله رب العالمين في كل وقت وحين.

د. غازي الحيدري

أغلى ماتملك


لايمكن بيعه ولاشراؤه ولاتخزينه، ولكنه يمكن أن يُسرق ويسحب من بين يديك، إنه وعاء الأعمال وصندوق الأفعال، كالسيل لايتوقف، فهو في حركة دائبة وتدفق مستمر فإن لم تقطعه قطعك لاكالسيف كما تعلمنا فإنه جامد لاحراك فيه.



أحسن ذلك الشاعر حين وصفه بالقول..
والوقتُ أنفسُ ماعنيتَ بحفظه..
 وأراه أسهل ما عليك يضيـــــعُ.


تك.. تك.. تك.. تك.. إنها دقات ساعتك التي لم تتوقف ولن تتوقف إلا بتوقف نبضات قلبك، تلك التي تلهج بتذكيرك بالقول.. إن هذه هي حياتك فاغتنمها قبل فوات الأوان.
دقات قلب المرء قـــائلة له..
 إن الحيــاة دقـــائق وثوان
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها.. 
فالذكر للإنسان عمرٌ ثانِ.

نعم هي هكذا الحياة.. ثوان ودقائق وساعات وأيام قد تطول وقد تقصر، ولا نجاح ولا فلاح إلا لمن ملأها بالنافع المفيد له ولغيره في دنياه وأخراه..
ولقد لخص سيد التابعين هذا المعنى بقوله..
ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم، ذهب بعضك، ويوشك إذا ذهب البعض أن يذهب الكل..
هي تلك حقيقة الحياة برمتها، وخلاصة الحكاية بتفاصيلها لمن كان له قلب..
والسؤال الذي ينبغي أن يطرح في هذا الصدد هل نحن بحاجة لمثل هذا التنبيه؟ خاصة وقد بلغ الواحد من العمر عتيا أو دون ذلك..
فمهما بلغ أحدنا لاشك محتاج لمثل هذا التنبيه كون الحياة تمضي وستنقضي، وتنتظر الجميع جلسة محاسبة على ماقدم في خالية السنين والأشهر بل الساعات واللحظات (في كتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة)
إنها لحظات العمر.. أيامه ولياليه، ساعاته وثوانيه(وقفوهم إنهم مسؤولون)



كل ما اتمناه أن يكون كاتب هذه الأسطر هو أول المعنيين بما دوّنه هنا و أول المعتبرين..
ومامن كــــــاتب إلا سيبلى..
 ويجني الدهر ماكتبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيءٍ..
 يسرك في القيامة أن تراهُ
وفقني الله وإياك أخي القارئ الكريم لاستغلال أيامنا وليالينا بما ينفع ويفيد لنا ولغيرنا، لدنيانا وأخرانا والحمد لله رب العالمين.
د. غازي الحيدري
15يناير2024م



إدارة الذات وزخم المشتتات

 



في ظل زحمة الحياة وكثافة المشتتات والعدد المهول من البرامج والتطبيقات التي صارت في متناول الصغير والكبير،  وزخم الطفرة العلمية والانفجار المعلوماتي الرهيب الحاصل في عصرنا الراهن، كان لابد من التطرق للعنوان المطروح (إدارة الذات) الذي أضحى ضرورة ملحة لدى الجميع في كل الفئات وبمختلف التخصصات والتوجهات ، إذ بدونها قد يقع الكثير بدون أدنى شك  ضحية لهذه الطفرة الخدمية المتعددة المجالات.

نعم هكذا أقولها، ولعل الكثير من القراء إن لم يكن جميعهم سيوافقني فيما أقول.


فالطفرة الرقمية بما تحمله في طياتها من خدمات و تسهيلات وإمكانات كفيلة بالتثقيف والتمهين بأعلى مستوى وبأقل كلفة ، كما أنها بنفس الوقت قد ينزلق في مستنقعها الضعفاء في أتون التفاهة والترفيه او الإغواء والإغراء، بالانصياع ابتداءً ومن ثم الضياع، فيذهب وقتهم وجهدهم ونشاطهم أدراج الرياح. 



فالتطور التكنولوجي المهول ـ إذن ـ يُعدُّ سلاحٌ ذو حدين، ولانجاة ولانجاح في هذا المضمار إلا لمن تسلح بإدارة ذاته وتحكم في مسارها وسيطر على زمامها.


والقدرة على التحكم والتخطيط والتنظيم والتوجيه والتقييم عمليات جدُّ مهمة لتسيير هذه الذات كما يجب؛ لاستثمار تلك التسهيلات وتسخير تلك الآلات والبرمجيات لتحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات.


ولأن تنفيذ تلك العمليات ليست بالأمر السهل  كان لابد من الوقوف الجاد مع هذه الذات والتأمل العميق في رؤيتها وطموحاتها وفي طبيعة الأنشطة التي تُمارَس لبلوغ غايتها، والتوقف مع مدى استغلال ما توفر أمامها من خدمات وتقنيات لتصل بأقل جهد ووقت ممكن، وتحقق إنجازاتها كما يجب. 


 فالرؤية الثاقبة والنظر العميق أمرٌ مطلوب، والإرادة الصلبة والعزيمة القوية لاتقل أهمية عن سابقاتها ، ومن هنا أستطيع القول بأن الشخص الناجح هو من يستغل الفرص ويختزل الجهود في حرق المسافات من أجل النجاح ومواصلته والاستمرار عليه، فهلا تنبهنا لذلك ونبهنا غيرنا إليه؟! نأمل ذلك

د. غازي الحيدري



ميزة جدول التنقل

التنقل السريع