مدونة الدكتور غازي الحيدري

مدونة د. غازي الحيدري تهتم بالجانب التربوي والتعليمي وإدارة وتطوير الذات اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

اخفاء القائمة الجانبية من الموضوع

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

اخفاء القائمة الجانبية من الصفحات

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

تأخير ظهور الصفحة لربع ثانية

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

مدونة الدكتور غازي الحيدري، أستاذ جامعي ومدرب ومشرف تربوي

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

تغير الخطوط

Tajawal

BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

إن في ذلك لآية

تكررت عدة مرات هذه الآية والتي تليها في سورة سمّاها الخالق جل وعلا في كتابه الكريم بسورة الشعراء . 


حين تقرأ هذه السورة بوعيٍ تام ودون انشغال، متأملاً آياتها باهتمام، تُحِسُّ من أول مقطعٍ فيها بحنوٍّ فائق  تجاه نبي الأمة من قبل ذي الجلال والإكرام..


تجدهُ مخاطباً إياه بإشفاق بأن لايُتعِب نفسه كثيراً مع المكذبين بدعوته(لعلك باخعٌ نفسك ألا يكونوا مؤمنين) كونُ الدلائل والآيات الكونية كفيلةٌ باستجابة ذوي العقول النيّرة والقلوب الحية . 


وأما من كان دون لُبٍّ مستنير أو قلب مستبصر فذلك شأنه، وسيلقى جزاءه عاجلاً أو آجلاً (فلا تذهب نفسُك عليهم حسرات) 

وحين تواصلُ التلاوة وتتابعُ الآيات تجدهُ سبحانه يخاطبُ حبيبه بأنه كان من الممكن  على أولئك المكذبين إمعان النظر في الطبيعة أولاً ،(أولم يروا إلى الأرض... الآية)    فالتفكر في ذلك بحد ذاته كافٍ لتغلغل الإيمان في قلوبهم  وبحقيقة وجود خالق محيي ومميت، مستحق للعبادة والطاعة بالكاد. 

ويختم هذا المقطع بقوله (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين، وإن ربك لهو العزيز الرحيم)وهاتان الآيتان هما سر كتابة هذا المقال لتكررهما في السورة ولما تحملهما من ابعاد ودلالات. 


ولك أن تتأمل ـ عزيزي القارئ ـ كيف بدأ ربّ العزة بعد ذلك بسرد قصصَ الأنبياء السابقين  ومواقف أقوامهم من دعواتهم، مُطَمْئِناً له بأن تكذيب المرسلين وبالٌ على المكذبين، فابتدأ سبحانه بسرد قصة نبي الله موسى عليه السلام من أول بعثته ومواقفه وحواراته مع عدوه، موضحاً له تلك الأدلة الدامغة التي تؤكد مصداقية دعوته النبوية وما آل إليه المكذبون، واختتم القصة بتلكما الآيتين (إن في ذلك لآية...) ولك عزيزي القارئ متابعة ذلك لتستمتع بتلك الجلسة الرائعة ومادار فيها من حوار وفن إقناع.. 


ثم تناول ـ سبحانه ـ قصة نبي الله نوح عليه السلام وحاله مع قومه ومع ماصاروا إليه، واختتمها بنفس تلكما الآيتين (إن في ذلك لآية...) ويستمر السرد الرباني بقصة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتختم القصة بنفس الآيتين. 


وهكذا استمر ذلك السرد الإلهي مع نبي الأمة بالتذكير  بقصة عاد (قوم نبي الله هود) عليه السلام وبعدها بقصة ثمود (قوم نبي الله صالح) ثم بقصة قوم نبي الله لوط  واختتمها بقصة نبي الله شعيب عليه السلام متخذاً تلكما الآيتين فاصلاً بين كل قصة وأخرى. 


وفي النهاية يعود رب العزة لمخاطبة نبيه الكريم منبهاً لأهمية مايحمله من حجة وبرهان لمن كذبوه، وما يتصف به ذلك الكتاب من صفات ودعائم تؤكد رسالته وتدعم دعوته (وإنه لتنزيل رب العالمين..الآيات) مبيناً المطلوب منه فحسب، دون تحسّر على النتائج ويختم ذلك بهذا الأمر (وتوكل على العزيز الرحيم) وكأن هذين الاسمين (العزيز الرحيم)قفلٌ يختم به كل قصة، ويقفل به كل بعثة، وذلك لماتحمله بين طياتها من معاني العزة ودلالات الرحمة ، فالتصديق  بالرسالة عزٌّ لمن اتبعها، (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) ورحمة به كذلك (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فما أروع ذلك السرد الرباني، وما أعظم بيانه!


ولعل المتأمل في تسمية هذه السورة ليدرك تمام الإدراك قوة البيان، وبراعة السرد، وسحر  الأسلوب، وجمال تلك القفلات التي ختمت بها تلك المقاطع الرائعة، فالشعر مهما بلغ لايرقى ولن يرقى لهكذا مستوى، والنثر مهما علا لا يمكنه أن يقترب من ذلك الأسلوب. 


ولعلّ من أبعاد ودلالات ذلك الطرح العميق، والأسلوب الرشيق،  هو ترسيخ الإيمان القوي المفضي لصلاح الأعمال، وذلك واضح من أول السورة حتى آخرها، ولك أن  تتتبع  ـ عزيزي القارئ ـ لفْظة الإيمان بمشتقاتها في كل قصة وفي كل مقطع،  وبذلك ـ لاشك ـ سيتعظ كل شاعر وكل ناثر، كل عالم وكل متعلم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)

تعليقات

ميزة جدول التنقل

التنقل السريع