مدونة الدكتور غازي الحيدري

مدونة د. غازي الحيدري تهتم بالجانب التربوي والتعليمي وإدارة وتطوير الذات اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

اخفاء القائمة الجانبية من الرئيسية

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

اخفاء القائمة الجانبية من الموضوع

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

اخفاء القائمة الجانبية من الصفحات

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

ايقاف قص الصور

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

تغير الخطوط

Tajawal

BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

أنتَ والنت.. استثمارٌ أم إهدار؟

 

أشكرك بدايةً ـ عزيزي القارئ ـ على توقفك أمام العنوان المطروح، ونزولك إلى هنا لمعرفة ما الذي سيتفوّه به قلمُ الكاتب في هذه الأسطر المعدودة ، وذلك إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على اهتمامك بالمعرفة وحبك للاطلاع، أو ربما لمعاناتك مثلي إزاء هذا الموضوع وهناك الكثير والكثير أمثالنا.
ومهما يكن الأمر، فتعال معي لنلجَ سوياً في صلب الموضوع، ودعني أولاً  لأذكّرك بحالنا قبل عقدين من الزمن، يوم كان الواحد منا إذا ما أراد معلومة ما، يتعب كثيراً في البحث عنها، وها هو اليوم لايواجه أدنى صعوبة في الحصول على الكم الهائل من المعلومات اللامحدودة في كل مجال من مجالات الحياة، ولم تعد هناك أي صعوبة في الحصول على أي معلومة في ظل هذه الطفرة المعلوماتية و التقدم التكنولوجي الحاصل.


لن يكون  الحديث هنا عن هذه الطفرة بطبيعة الحال وإنما عن مدى التعامل معها ومدى استغلالها ، فما أصبح متاحاً بين أيدينا اليوم لم نكن نحلم به يوماً، إذ توفر بسرعة مذهلة أشبه بالخيال، ولم نكن نتوقع مطلقاً أن يصبح العالم بأسره في يد الطفل الصغير فضلاً عن الكبير في شاشة يحركها كيف يشاء، ويطير من خلالها في أي فضاء يريد.
هنا يحق لي أن اضع بين يدي من يتابعنا الآن عدداً من التساؤلات علها تغني عن السرد وهي بمثابة تنبيهات وتلميحات تفي بالغرض المطلوب وإن لم تتم الأجابة عنها .. . 
فهل ياترى قُمنا باستغلال هذه الفرصة في تطوير أنفسنا وإفادة غيرنا، أم أننا نستهلك مافيها على حساب أوقاتنا وصحتنا ليس إلا ؟
فإذا كانت الإجابة بالإيجاب فما مستوى الاستفادة الحقيقية على مستوى اليوم والليلة في مختلف جوانب حياتنا؟
هل استطعنا من خلالها استثمار ماننفقه من أموال وأوقات لتطوير مهاراتنا وتوسيع معارفنا أم تسرق منا هذه الشبكة المال والوقت وتصطاد منا جهدنا وقوتنا لنصبح من ضحاياها عاجلاً أم آجلاً؟
هل ياترى وظّفنا هذه الشبكة للاصطياد كما يفعل البحّار أم هي شَراك ننصبه لأنفسنا ليصطادنا الغير بما يكتبون وما ينتجون فنصبح لقمة سائغة أمام أهدافهم وغاياتهم؟

أليس من الحكمة والذكاء أن يكون مانستهلكه من الجيجاوات و الميجاوات ـ إن صح التعبير ـ  يقابله المزيد من الفوائد والمهارات في ظل مسيرتنا الحياتية المهنية والتخصصية والعامة؟
ماذا لو سأل كل واحد منا نفسه.. كم تقضي من الساعات مع هذه الشبكة وكم تستهلكه من الأموال يومياً في صحبتها؟
وهل يوازي ذلك ما تجنيه مقابل ماتنفقه من ريالات وساعات؟
أليس المفترض أن تتعلم شيئا جديداً في كل ساعة تصفُّح او لحظة تطلُّع؟
أم أن فتحَك لرسائل وسائل التواصل الاجتماعي كافٍ لذلك، حيث تجد هنالك عشرات الرسائل ع الواتس ومثلها ع الفيس ومثلها ومثلها على بقية تلك الوسائط فتنهمك في فتح جميعها وتنشغل بالردود على أصحابها، حتى تجد نفسك وقد التهمتْ رسائلُهم رصيدَك الزمني والمالي والانفعالي؟!
هذا إن لم تنشغل بمتابعة  الحالات والإنجازات والمقالات والتحركات لكل من هبَّ ودبّ على درب تلك المواقع والقنوات والصفحات؟



عزيزي القارئ.. قد يكون فينا من يجاهد نفسه بكل قوة في التخفيف من الانهماك بهذه الوسائط إلا للضرورة ، أما البعض الآخر فلربما أصيب بالإدمان الشبكي ـ إن جاز تسميته كذلك، ـ وهنا ينبغي الاجتهاد قدر الإمكان والحذر من هذا المنزلق، الذي لايكاد يأبه له الكثير، فالانشغال بمتابعة الأخبار ومجريات الأحداث أياً كانت لاتنفع صاحبها كما يجب، ولاثمرة نافعة من ورائها غير إهدار الأوقات والطاقات إلا ما كان ضرورياً منها ،ولك أن تطلع ـ عزيزي القارئ ـ على كتاب وقع في يدي قبل سنوات بعنوان (الماجريات) الذي نبّه مؤلفه من هذا الأمر.

وإذا كانت مشاهدة التلفاز مثلاً تُبلّد الإحساس ولاتصنع مثقفا ـ كما هو معلوم ـ كونها تتحكم في المُشاهد لايتحكم بها، فكيف بشبكة العنكبوت اليوم التي تضاعفت فيها القنوات والفلوات والفجوات، مع أن الفارق بينهما في أن هذه الشبكة قيدُ تحكّمك ورهنُ إشارتك، وبيدك وحدك ان تصنع الفرق.
إنها لفرصةٌ سانحةٌ ونعمةٌ جليلةٌ حطّت رحالها بين أيدينا؛ فلنكن أذكياء حكماء في تفاعلنا معها، ونتخذ منها فرصةً للاستثمار في كل مجال، لا مطيةً للانحدار أو الانجرار المفضي للإهدار ومن ثم الانهيار، فبأيدينا وحدنا القرار، والله وحده المستعان، والسلام ختام .

د. غازي الحيدري

8فبراير2024م




تعليقات

ميزة جدول التنقل

التنقل السريع