تحديث الشخصية (5)
لما كان للشخصية مجالات عدة أبرزها المجال الروحي ويمثل العلاقة بالخالق جل وعلا، فإن المجال الثاني في الأهمية هو مايتعلق بالمخلوق وهو المجال الاجتماعي، وتحديث الشخصية في هذا المجال يتطلب التركيز على مهم عده بعض الشعراء نصف لشخصية الإنسان حينما قال..
لسان الفتى نصفٌ، ونصفٌ فؤاده..
..... ولم يبق إلا صورة اللحم والدمِ
وعده أحد التابعين بأنه أطيب عضو فيه وقد يكون ألأخبث بنفس الوقت، ولما كان بهذه الأهمية وهذه الخطورة فإنك ـ عزيزي القارئ ـ ستشاطرني الرأي في ضرورة تقديم الحديث عنه وتحديثه، والتركيز عليه بالتفقد والصيانة، ومعالجة ماقد يطرأ عليه أو يظهر فيه من صفات وهنات.
ويكفينا في ذلك إشارات نبي الأمة وهاديها حينما أوضح بأن جميع الأعضاء تخاطب اللسان كل يوم بالقول : اتقي الله فينا، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا، ولك أن تستحضر ـ عزيزي القارئ ـ ماقد ينتج عنها من آثار أو ثمار، فإذا كان ابن القيم قد حصر أخطارها بما يفوق العشرين ضرراً، في زمانه؛ فإن زماننا هذا قد يفوق عليه بأرقام وأرقام.
وعليه يجدر بنا ونحن نتعامل مع من حولنا أن لانسمعهم منه إلا ما يُشنّف آذانهم ويريح نفوسهم، سواءً كان ذلك لفظاً أو نصاً، ولنجعل شعارنا في هذا المضمار ( أمسك عليك هذا) ونتوجّه نحو الإيجابية وتصحيح المسار، والسلام ختام.
تعليقات
إرسال تعليق