قلائد الحمد
ولو تأملنا في كتاب الله عز وجل لوجدنا أن لفظ الحمد قد ورد كثيراً في كتاب الله الكريم، ولعل اللافت في الأمر أنه افتتحت به سور عظيمة لها سمات وصفات ربما تجعلها متميزة عن غيرها وإن كانت كل السور عظيمة ومباركة..
ولعلك أخي الكريم قد استحضرت بعضاً من هذه السور إن لم يكن الكل مع قلتها بالطبع..
إذ أن سور القران التي افتتحت بالحمد عددها خمس سور
موزعة بين أجزاء المصحف الشريف ولعل توزيعها وترتيبها بتلك الطريقة له سر لانعلمه، إذ نجد بأن السورة الاولى ورد ترتيبها في أول المصحف..
اولها فاتحة الكتاب وواجبٌ تلاوتها في اليوم سبعة عشرة مرة ، والثانية هي أحد السبع الطوال وهي سورة الأنعام وقد تميزت بأنها شيعها سبعون الف ملك،
وأما الثالثة فقد ورد ترتيبها في وسط المصحف الشريف ويُسَنُّ تلاوتها كل جمعة ألا وهي سورة الكهف ولها من الميزات مافيها، وتضيء لصاحبها نوراً من الجمعة إلى الجمعة أو كما ورد في الحديث..
وأما الرابعة فهي سورة سبأ والخامسة سورة فاطر فوردتا في الثلث الأخير من المصحف الشريف وتميزت سورة فاطر بتسميتها بسورة الملائكة ، ومَن كالملائكة( لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون)
ولو تأملنا في هذا اللفظ العظيم لفظ الحمد نجده لفظاً سهلا في تركيبه وصفات حروفه،، ومقابل ذلك نجد الاجر العظيم والثواب الجزيل لكل من رطب لسانه به.
فالحمد لله تملأ الميزان، والحمد لله إقرار بالضعف والنقصان، والحمد لله شكر للواحد الديان، فيا لسعادة من صبر ع الاقدار!
، ويالفرح من رضي ببلاء المصائب والأكدار!
، وما أعظم واكرم أن ينال من بلغه مقال رب الأرباب(ابنوا لعبدي بيتاً في وسط الجنة وسموه بيت الحمد) ذلك لمن صبر إزاء فقد ولده
الحمد أخي القارئ الكريم يتطلب استشعاراً بالنعم، واستحضاراً لمعية الله عند ادلهام البلايا والنقم..
فما أحوجنا لتمثل ذلك في كل وقت وحين! ، وما أحوجنا إلى تامل معناها إذا توجهنا إلى الله في صلاتنا واستحضار أبعادها في دعائنا! فهنالك تتحقق كما يجب.
ولقد فصل العلماء في معانيها الكثير وألف الكتاب في مراميها الوفير، وأبدع الشعراء في ابعادها العديد من التصوير الغزير..
وأجد في هذا المقال فرصةً لاستعراض بعض ماورد في ذلك في هذه الأبيات التي أبدعها
الشاعر اليمني صفوان المشولي وترنم بكلماتها الشيخ المقرمي في مقدمات مواعظه واطروحاته وإليكم الأبيات فيما يلي..
لك الحمد والأنسام بالحمد كم غدت
وبشرى رياح الشكر بالشكر كم تغدو
لك الحمد والأشجان في دمع خدها
دموع ٌجــــــرى من خد دمعتها خدُّ
لك الحمد حمـــداً يسلب الحَرَّ حَرَّهُ
ويمسي بلا بَــــــــرد ٍ هنا ذلك البَردُ
لك الحمد حمداً يُفقِدُ المُــــــرَّ مُرَّهُ
ويغدو عناء الجهــــد ليس به جهدُ
أقلُّ قليل الحمد في أنْ وهبتنــــــا
عقــولاً وماللناس عن حَملها بُـــــــدُّ
وعلمتنـا من فيــــض علمك مابــــه
عرفناك، أنت الواحدُ الفــــــــــــــردُ
ونوّرتنـــــــا من نور نورك مابـــــه
دنا منك عبدٌ حظُّـــــــهُ أنهُ عبـــــدُ
وتهتزُّ بالتسبيح روحي كأنمـــــــا
بها قد أضاء البرقُ وانفجر الرعــدُ
على أنه لن تبلغ الحمد أحــــرفي
فكيف بحمد ليس في حصره حدُّ
وكيف بحمدٍ لو جمعنا بحـــــارنا
وأشجارنا في عدِّهِ يعجزُ العَـــــــدُّ
ويبدو لنا في ذكرك الحب والرضا
أدِمْ سيدي هذا الشعورَ الذي يبدو
ويمكنك الاستمتاع بسماع القصيدة على قناتنا في اليوتيوب.
والحمد لله رب العالمين في كل وقت وحين.
د. غازي الحيدري
تعليقات
إرسال تعليق