لماذا نقرأ ؟
ليس غريباً أن يكون أول تكليف رباني لنبينا الكريم هو ذلك الأمر المتمثل بكلمة واحدة هي كلمة( اقرأ) ، فهذه الكلمة لها من الأبعاد والدلالات مالا يمكن حصره ، ولو استحضرنا مشهد ذلك الأمر وكيفيته لوجدنا أن فيه من الشدة والحزم مافيه ، يعكسه تكرار ذلك الأمر أكثر من مرة ، وماذلك إلا لأن في القراءة حياة.
نعم.. إنها حياة حقيقية للعقول و للارواح.
وكما أنها حياة للأفراد فهي حياة للمجتمعات.
حياة للأمم والشعوب وحياة للحضارات.
فاقرأ ـ عزيري القارئ ـ لتحيا بعد موات ،
واقرأ ـ صديقي المتابع ـ لترقى في الدرجات.
أجل.. اقرأ ثم اقرأ.. ولتكن قراءتك باسم الله أولاً (اقرأ باسم ربك) إذ لا قراءة مُجدية دون ذلك الرباط ، ولاقراءة مفيدة دون تلك الصلة، فكل قراءة دون ذلك إلى دمار أو بوار وانهيار.
فاقرأ كي تحظى بالكرم الرباني العظيم؛ فإنه الأكرم على الإطلاق ، (اقرأ وربك الأكرم) وتذكر أنك بصلتك به لن يضيّعك ، فإنك في معية ذي الجلال والإكرام على الدوام.
فباسم الله سوف تحيا، وباسم الله سوف تكرم ، وذلك هو مفتاح كل قراءة ومنطلق كل عرفان.
وماتلك الا إضاءات من وهج تلك الآيات البينات؛ لتعلم أن القراءة حياة، ولاحياة بدونها.
ولذلك كان الوقوف أمام ذلك التنزيل بالقراءة والترتيل لغرض التدبر والعمل والتطبيق، أمرٌ حتمي لمن أراد أن يحيا سعيدآ تقياً نقياً راقياُ، راضياً في حياته الأولى باذلآ ماعليه من حقوق وواجبات تجاه نفسه وأهله ومجتمعه؛ لينال بعدها الفوز بالأخرة ونيل أعلى الجنان.
فالقراءة ـ إذن ـ هي المفتاح وهي المنطلق ونقطة البداية للحياة الحقيقية.
ولعل سؤالاً قد يراود بعض القراء الكرام ،
ما الذي نقرأ وكيف نقرأ؟ ،
والجواب لم يعد مستعصيًا وإنما هي الإرادات والعزائم؛ خاصة في عصر الفضاء المفتوح والانفجار المعلوماتي اللامحدود .
فقم واقرأ لتغذية روحك ماتيسر من نور الفرقان وعلوم القران ، واقرأ لتنمية فكرك تجارب وتاريخ الأفذاذ من المؤثرين في مسيرة الحياة عبر الازمان ، واقرأ لمهنتك ووظيفتك ماتوفر من إنجازات للرواد من الأقران. واقرأ لأسرتك وأطفالك سِيَر الأعلام من الأنام.
ولعلك بكل تلك القراءات أن تستمد من تلك السيَر، وتتشرب تلك الأخلاق فتصفو سريرتك وترقى سيرتك؛ وبذلك يصنع الأبطال ويبنى الرجال .
اقرأ أيها الصديق ولاتمل كي تحيا ولاحياة بدون القراءة.
فبالقراءة تتفتح المدارك وتتسع المَلكات، وبها تصحب الأدباء والكُتّاب، ومن خلالها تسافر وترحل مع ذوي التجارب والخبرات من أولي الالباب ، فتختصر لك المسافات وتفتح لك مغاليق الأبواب .
د. غازي الحيدري

ما شاء الله ♥️
ردحذف