حينما يكون المعلم مبدعاً ً
لأننا في مطلع عام دراسي جديد ارتأيت أن يكون الإبداع حاضراً لدى أصحاب تلك المهنة الشريفة، والوظيفة النبيلة، خاصة وقد تماهى وانحسر لدى البعض من معلمينا في ظل الظروف التي يعانونها إثر الوضع القائم على كل صعيد وفي مختلف البلدان.
وقد يقول قائل يكفي بأن يؤدي المعلم حصته بأي طريقة وبأي أسلوب في ظل هكذا اوضاع،
فمن أين سيأتي الإبداع؟
ولن أخوض بالطبع في تناول الوضع القائم، تماشياً مع المقولة المعروفة أن المعاناة تولد الإبداع، وسأتناول في هذه السطور بعضاً من الذكريات الإبداعية التي عايشتها أيام دراستي للمرحلة الأساسية قبل ثلاثة عقود.
وبادئ ذي بدء وكما هو معلوم بأنه عادة ما تكون الحصة الأكثر شروداً ومللاً وتطلعاً للخروج هي الحصة الأخيرة في جدول الحصص اليومي، وذلك امرٌ متفقٌ عليه لدى الغالبية العظمى من المتعلمين إن لم يكن جميعهم، ولكنها هنا لم تكن كذلك.
وقد يلفت انتباهكم ـ قراءنا الأعزاء ـ هذا الاستثناء او الاستدراك بعد لكن، حينما قلت هنا،
وعليه كان لزاماً عليّ أن آخذكم معي إلى هنا، بل إلى هنالك!
إلى أين؟
إلى الحصة السابعة المستثناة تلك، لنتفحص وجوه الطلاب فيها ونقرأ مشاعرهم من خلال صفحات وجوههم.
هيا بنا 😊
هاهم الآن يترقبون قرب قرع جرس الإعلان عنها بلهف وشغف وشوق!
إنهم يبتسمون!
لماذا ياترى تلك البسمة تعلو محياهم؟
ولمَ ذلك الاشتياق الواضح بادياً على جبين كل واحد منهم؟
إنها الحصة الأخيرة..
عجيب ذلك الأمر!
بالفعل.. أمر مثير لاختلافه عن ما هو معتاد منهم في بقية الأيام وفي هذه الحصة بالتحديد!
ولكي لا أطيل عليك ـ اخي القاريء الكريم ـ في إيضاح السبب، مع أني لا أشك بأنك قد استشفيت الأمر، وتوقعت السرّ الكامن من خلال قراءتك لعنوان المقال، ولكني سأوضح الواضح ولابد.
أقولها لك.. لأني كنت واحداً من اولئك الطلاب، أقولها لأنقل مشاعراً من قلب الحدث؛ لتحكي القصة من منبعها؛ وتروي الحدث من مسرحه، ليرتفع لديك منسوب أعلى من المصداقية والواقعية.
نعم.. كنا كذلك.
ذلك ماتملكنا من التهيئة، وذلك ما اعترانا من نشوة الاستقبال لتلك الحصة.
لالشيء بالطبع ، إلا حباً لذلك المعلم المبدع، ووداً لذلك المعلم المثالي، الذي مازال اسمه منقوشاً في قاع الذاكرة بأجمل الخطوط واروع الألوان حتى اليوم .
نعم..
ذلك المعلم الذي مازالت كلماته يتردد صداها حتى اللحظة، فإذا ماواجهت موقفاً ما، أو حدثاً ما، او معلومة ما، تحضر تلك الكلمات لتذكرني به وبإبداعه، إبداعه في الشرح، وبراعته في الطرح.
لم تفارقني تلك الصفات، وذلك الأسلوب طوال مسيرتي التعلمية والتعليمية، حينما كنت متعلماً لاستكمال مسيرتي التعليمية الرسمية حتى آخر مرحلة في الدراسات العليا، وكذلك طوال مشواري التدريسي والتعليمي لمختلف المراحل الدراسية وحتى الجامعية.
إنه الإبداع في التدريس، بل التفنن في الإبداع التربوي والتعليمي، ذلك الإبداع هو ماجعل كاتب هذه السطور يعشق الإبداع، ويتقمص شخصيات المبدعين قدر الإمكان.
أجَل..
ذلك الإبداع هو ماجعل اولئك التلاميذ يتلهفون لتلك الحصة وإن جاءت متأخرة بعد يوم من التعب والإنهاك والإرهاق، لأن تلك الافكار وتلك الكلمات كانت بمثابة مصدر إلهام لخوض غمار مهنة التدريس، فلعل كلمة معلم مخلص مبدع تصنع أثراً بالغاً يبلغ مداها الأعماق لتدفع صاحبها إلى التحليق في الآفاق.
ولكي لايذهب هذا الدرس البالغ ادراج الرياح، احببت ان أختمه بسؤال لزملاء المهنة، ولمن هم دونهم في بقية المهن، فالدرس هنا لايقتصر على مهنة دون أخرى.
هذا السؤال يقول..
هل توافق صاحب المقال بأن الإبداع يخلق الأثر ويصنع التأثير نحو الانطلاقة والتغيير ؟
فإن أجبت بالإثبات. فبإمكانك ان توثق لنا إعجابك وأن تترك لنا جملة أو سطراً ادناه لتأكيد ذلك ، وإن لم يكن كذلك فقراءتك تعد كافية لما تمت كتابته لك ، والسلام ختام لكل مقال.
د. غازي الحيدري

فعلا الابداع في التدريس شيء لايشعر به إلا أصحاب الهمم العاااليه انا عن نفسي اشعر بالسعااااااااااده عندما اذهب للمدرسه واذهب قبل موعد المدرسه ب بكثر لحبي لها واشتياقي للطلاب ف اللهم وله الحمد ان الطلاب يبادلونني نفس المشاعر وتكون حصص كلها راااائعه لايخلو الأمر من عناء في كتابه دفاتر المتابعه
ردحذفلكن في الاخير شي جميل المدرسه والتدريس👩🏫
هذا المقال رائع للغايه
ردحذفجميل جدا يادكتور
ردحذفشكرا لمرورك الرائع
حذف