مدونة الدكتور غازي الحيدري

مدونة د. غازي الحيدري تهتم بالجانب التربوي والتعليمي وإدارة وتطوير الذات اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

اخفاء القائمة الجانبية من الرئيسية

طريقة تفعيل هذه الاضافة :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لتفعيل علامة صح وبهذا تكون قد فعلت الخاصية طريقة ايقاف هذة الخاصية :- اضغط علي المربع اسفل كلمة مرئي لالغاء علامة ( √ ) وبهذا تكون قد اوقفت الخاصية

تغير الخطوط

Tajawal

BlogLabels

القائمة الرئيسية

الصفحات

ما السر الكامن وراء تفاقم الأزمات؟

 لن تخلو حياة كل واحد من أزمة يواجهها في أي مجال من مجالات حياته وتلك حقيقة لايختلف عليها اثنان، إذ لاكمال إلا لله، 

وكما أن الأزمات تطال الأفراد فهي كذلك تطال المجتمعات والأنظمة وشعوبها، ولو حاولنا الاقتراب لاستقصاء كل أزمة أصابت مجتمعنا المحلي مثلاً ؛ لوجدنا أن القائمة قد تطول، وقد تأتي على  رأس القائمة أزمة الحروب ومانتج عنها من ازمات في مختلف المجالات، الاقتصادية منها والاجتماعية والسياسية والصحية، وتحت كل أزمة من تلك الأزمات تولدت وبدون شك أزماتٌ وأزمات، ومن الصعوبة الإحاطة بها .



ولعلك ـ عزيزي القارئ ـ قد شدّكَ عنوان المقال ولفتَ انتباهك كون الأزمات تتجاذبك مثلي من كل حدَبٍ وصَوب ، إذ مايلبثُ أحدنا إن رأى عنواناً حول إمكانية وجود حلٍّ لما يعانيه ولو بالإشاره فقط، يجدُ نفسه مندفعاً بدون تروٍّ ، علّهُ يجدُ بصيصَ أملٍ للتخفيف مما يكابده ويعانيه جراءَ هذه  الأزمة أو تلك.


وحتى لا أطيل الوقوف في مقدمتي هذه، فإنني أقولها وبكل وضوح، إن مختلف الأزمات التي تواجهنا اليوم إنما قد يكون السبب الرئيس في تفاقمها هو غياب النصح. 


أجَل .. 

ذلك الركن المهم، بل العمود الأهم من أعمدة ثبات البناء الاجتماعي وإن اختلف مسماه،

 إذ بغيابه تغيبُ الكثير من آثار المسؤوليات، وتضيع العديد من المصالح العامة والخدمات لتنزلق إلى هوة المصالح الشخصية من منطلق الأنانية وحب الذات، فتحل بذلك الكوارث وتُخلق  الأزمات وتزداد تفاقماً يوما عن يوم .


ولذا فإن نبينا الكريم عليه الصلاة وأزكى التسليم لم يكن مبالغاً حين حصَرَ الدين كله بتلك المهمة. 

 نعم.. 

حصَرَ الدينَ كله بالنصح حين قال: (الدين النصيحة...) فإذا كان الدين هو النصيحة، فإن الدنيا قائمة عليه ، إذ به تحلو الحياة وتستقر، ويفشو السلام ويحل الوئام . 


وعليه نستطيع القول أن أساسَ كل تقدم وتطور ونمو إنما يكون بتوجيهات أهل الخبرة والعمل بنصائحهم، بل إن كل تقدم يحدث يكون مرهوناً بنتائج وتوصيات يقدمها الباحثون في دراسات وأبحاث في مختلف المجالات، ومنه ذلك التطور الذي نراه أمامنا اليوم.  

 


وهنا يمكننا ان نتساءل : ما الذي نتوقعه ياترى إن قام كلٌ منا بدوره  وفي موقعه أياً كان وعلى أي مستوى من المستويات، وبذل نصحه ووصيته لكل مخالف أو متساهل او متجاوز لمهامه في عمله او مهنته أو وظيفته؟


ما الذي سنتوقعه من ذلك  المتجاوز لحدوده، أو المتعصب لرأيه إن وجد نصحاً من هنا ووصية من هناك؟

ألن يعود إلى جادة الصواب؟ 

ألن يتراجع أولئك أو يرتدعوا على الأقل من أي تجاوز أو مخالفة أو تلاعب او سطو أو نهب؟ 

ألن يكون ذلك النصح بالأسلوب المناسب كفيلاً بإيقاف تلك التجاوزات والانحرافات ولو بالشيء البسيط، إضافة إلى تفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة والمعاقبة بالضرورة ؟


والجواب. 

بلى.. 

 سيحدث ذلك أثراً بالكاد،  فإن لم يكن خوفاً واستشعاراً بالذنب، فسيكون خجلاً ربما من أولئك الناصحين وما أقلهم! 


ولعلنا قد نجد من يقدم لنا الشكر على ذلك التنبيه اوالنصح ، وفي هذا الصدد نتذكر مقولة لسيدنا الفاروق رضي الله عنه حين دعا وترحّمَ على الناصح له واعتبر نصيحته بمثابة هدية قدمها إليه حين قال:

 ( رحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي) 


فهلا اجتهدنا لذلك الخلق، ونهجنا نهج سادتنا الأوائل وقادتنا الأفاضل؟ 


نأمل ذلك.. 

وقبل أن أنهي مقالي هذا كان لابد وأن أستحضر طريقة إسداء النصح حتى لايكون لها أثراً عكسياً والتي لخصها أحد الشعراء بهذه الأبيات إذ يقول : 


تعمّدني النصيحة بانفرادٍ 

وجنبني النصيحة في الجماعة 


فإن النصح بين الناس نوعٌ 

من التشنيع لا أرضى استماعه 


فإن خالفتني وعصيت أمري

    فلاتغضب إذا لم تلقَ طاعة




وفي الأخير ـ عزيزي القارئ ـ نؤكد بأن التزامنا ببذل النصيحة لبعضنا ، قد يحُل لنا الكثير من ما نعاني من أزمات ، وإن غابت تلك المهمة واكتفى كل منا بخصوصية نفسه وترك الآخر يفعل مايحلو له، فإن الأزمات لاشك ستطول وتجول وستظل مشكلة غياب النصح هي الأزمة الأساس وعلى رأس قائمة الأزمات.



تعليقات

إرسال تعليق

ميزة جدول التنقل

التنقل السريع